الاخبار
الجيولوجيون اليمنيون يبتكرون طرقًا جديدة للزراعة في المناطق شبه الصحراوية
عدن / إعلام الهيئة خاص
يستخدم الجيولوجيون اليمنيون معرفتهم العلمية بالتكوينات الجيولوجية المحلية للتوصية بابتكار طرق جديدة لزراعة بعض المحاصيل التي تتناسب مع بيئة المناطق شبه الصحراوية.

أحد الأمثلة على ذلك كما أوضح الدكتور الجيولوجي عبده الصمدي من جامعة إقليم سبأ ما تحدث عنه في استخدام الحواجز الترابية لحجز مياه الأمطار في البيئة ذات التركيب الجيولوجي الرملي المحتوي على طبقات من الصخور الطينية أو الأطيان، وقال الصمدي بأن هذه الحواجز والتي تُعرف باسم “الكرفان” تتكون من الرواسب الرملية والطين والحصى؛ ويساعد هذا التركيب الجيولوجي لبيئة الكرفان على سد مسام التربة وتقليل تسرب المياه والاحتفاظ بها لفترة تصل إلى عدة أشهر في المناطق قليلة الأمطار خاصة مع وجود الأطيان

كما هو في النموذج الموجود في منطقة العبر بمحافظة حضرموت حيث يمكن استخدام هذه المياه في الأنشطة الزراعية لبعض المحاصيل وسقي الحيوانات وحتى في الاستخدامات البشرية كون مياه الكرفان شبه نقية وذلك لما تمتاز به الأطيان من خاصية الامتزاز والتنقية لهذه المياة المجمعة في الحواجز الترابية السطحية.

مثال آخر على ابتكار الجيولوجيين اليمنيين أشار إليه الدكتور الصمدي من خلال دراسته للمكونات البركانية في حقل مأرب صرواح البركاني هو إمكانية الاستفادة من الخصائص التي تتميز بها امتدادات الطفوح البركانية ذات الفجوات والتركيب الفقاعي والتي تغطيها التربة الرملية، حيث تحتفظ هذه الصخور الصلبة ذات التجاويف والفجوات بمياه الأمطار التي تهطل على المناطق الصحراوية شبه الجافة خلال فترات متباعدة على مدار العام، وبسبب الاختلاف المناخي اليومي لهذه المناطق والذي يكون شديد الحرارة نهارا وشبه بارد ليلا فإن ذلك يؤدي إلى حدوث عمليتي تبخر وتكثيف متتاليتين لهذا المخزون من المياه بشكل شبه يومي وتلك الطريقة الطبيعية الندوية( على شكل ندى) يستفيد منها المحصول النباتي الذي يرتوي بهذه الطريقة ولمدة تقارب العام مستفيدا من كمية مياه ربما لم تهطل إلا مرة واحدة في السنة كالنموذج الذي تم ملاحظته في منطقة رغوان الصحراوية في محافظة مأرب.

وأكد الدكتور الصمدي بالقول: لقد قدم متخصص الجيولوجيا ولا يزال يقدم توصياته العلمية حول الدور الكبير الذي تلعبه البركانيات في إصلاح وتخصيب التربة لاستزراعها، وقد فطن المواطن اليمني ذي الخبرة في الجيولوجيا الزراعية في إظهار ابداعاته في الابتكار الأخضر مستغلا المساحات الصحراوية وشبه الصحراوية وقيامه باستصلاحها زراعيا، مبتكرا مربعات خضراء في هذه البيئات، واستغل كذلك قريحته في الجيولوجيا الهندسية لابتكار السدود الحاجزة للمياه واختار لها أفضل الأماكن.

ويضيف الدكتور محمد عبدالباري القدسي أستاذ الجيولوجيا جامعة صنعاء، المدير العام المساعد لمنظمة الألكسو سابقاً (تونس) الذي شارك في الملتقى الإفتراضي (نحو رؤية عربية لدعم الابتكار الأخضر) الذي نظمه المجلس العربي للإبداع بأن مشاركتة كانت مركزة حول ضرورة الإستفادة من خريجي علوم الارض والبيئة لأنهم رسل الارض الذين درسوها وتحملوا أمانة الحفاظ عليها. ولذلك كانت إطلالة حول ما يمكن ان تقدمه علوم الأرض في جوانب الابتكار الأخضر الذي صار موضة أممية في منظمات ال UN، والمنظمات العربية المرتبطة بالنظام الدولي في مجالات الزراعة والتقنية والابتكار.

وأكد الدكتور عبدالمنعم حبتور دكتور الجيولوجيا في كلية النفط والمعادن جامعة شبوه ومدير فرع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في محافظة شبوه بأن اجدادنا القدماء هم من تعلمنا منهم نحن كجولوجيين ان نعمل الكريف في الطبقات الطبنيه …. وخير شاهد هي الطبقات الطينيه التي عمل فيها القدماء الكرفان في تكوين جزع التابع لمجموعه حضرموت في كل من شبوه وحضرموت والمهره والى اليوم يتم عمل تلك الكرفان للشرب والري في هذه الطبقات شكرا لكم ايها الاباء العظام التي منكم تعلمنا والتي ينكرها هذا الجيل

الجدير بالذكر بأن الابتكارات التي يطرحها ويوصي بها الجيولوجيين اليمنيين في هذه الجوانب سوف تساهم في الاستدامة البيئية من خلال مساعدة المزارعين على زراعة محاصيل الطعام في المناطق التي تعاني من الجفاف في ظل أزمة الغذاء العالمي الأخيرة والتي برزت كمشكلة أممية بسسب تمدد النزاعات والحروب إلى الدول الزراعية، كما يساعد هذا الابتكار في حماية البيئة من التلوث، وتوسع الرقعة الزراعية الخضراء على حساب زحف الرمال والتصحر.
ويُعد ابتكار الجيولوجيين اليمنيين مثالًا على كيفية استخدام المعرفة العلمية للتصدي للتحديات البيئية والاسهام في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في اليمن والدول الأخرى التي تعاني من الجفاف.
