المكتبة الالكترونية

المعادن الإستراتيجية في اليمن…

م/أحمد يماني التميمي  ق. م. رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية اليمنية 

 

 

نسعى في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية دائماً إلى اكتشاف أسرار الأرض الذي نحيا فيها وأخص بالذكر أسرارها من الموارد المعدنية المتوفرة في باطن الأرض، فإن الحياة تتطور مع تطور احتياجات البشر وهذا التناسب الطبيعي يجعل البلدان الصناعية الكبرى تتسارع في الهيمنة على ما يطلق عليه بالمعادن الإستراتيجية والتي تعرف بأنها المعادن اللازمة لقيام الصناعات المتقدمة والمتطورة ، حيث تستوردها عدد من الدول جزئياً أو كلياً وذلك حين لا تكفي المصادر المحلية كما وكيفا لمتطلباتها وحاجياتها الاقتصادية. 

وأطلق على هذه المعادن بهذا الاسم لأهميتها الإستراتيجية في صناعات التطور التكنولوجي والصناعي ولهذا يعتبر سوق المعادن الإستراتيجية، ساحة جديدة للتنافس والنزاع بين الدول حول العالم. 

في الآونة الأخيرة، أصبح العالم يوجه صناعاته الحديثة نحو مجال الطاقة المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة وخلق مناخ بيئي نظيف وهذا للحد من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن استخدام الوقود الأحفوري الذي قرب نضوبه. 

 

ومن المعادن الإستراتيجية المستخدمة في مجال الطاقة المتجددة هي العناصر الأرضية النادرة، الليثيوم، الكوبالت، الأنديوم و التيلوريوم . 

فهذه المعادن تستخدم في صناعة المغناطيس وأجهزة الاتصالات والليزر ومنتجات إستراتيجية أخرى بالإضافة إلى صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية لاستخدامها في مكونات تقلل من تلوث البيئة وبهذا دخلت هذه الصناعات على خط المنافسة بين الصناعات المختلفة للحصول على المعادن الإستراتيجية المستخدمة في مجال الطاقة المتجددة وأصبحت تثير نزاعات عالمية واقتصادية بالإضافة إلى المضاربة عليها في الأسواق، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى الطلب المتزايد على هذه المعادن وتوقع ارتفاع أسعارها. 

 والجدير بالذكر بأن المعادن الإستراتيجية في اليمن تتواجد في بيئات جيولوجية وأقاليم معدنية محددة وقد تم عمل تحريات معدنية عن أهم هذه المعادن الإستراتيجية الا وهي العناصر الأرضية النادرة من قبل هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في العاصمة المؤقتة عدن ـ وإرسال عينات إلى مختبرات هيئة الطاقة الذرية في المملكة الأردنية الهاشمية وكان هناك نتائج مبشره. حيث تتواجد العناصر الأرضية النادرة في اليمن في عدة بيئات جيولوجية تتراوح من بيئات ما قبل الكمبري إلى بيئات العصر الثلاثي وتتمثل الصخور الرئيسية المستضيفة للعناصر النادرة بالتالي:

– صخور الجرانيت المتواجدة على هيئة صخور لاحقة التكوين في بيئات صخور ما قبل الكمبري المتحولة.

– في صخور الجرانيت وفي مناطق الاسكارن الحاوية للمجنيتيت.

– في المحقونات الجوفية الجرانتية المخترفة للصخور المتحولة التابعة لحقب ما قبل الكمبري.

– في المحقونات الجرانيت الثلاثية

Tertiary granitic intrusion  

–في قواطع وأجسام وعروق وعريقات البجماتيت والــ granite pegmatite –.

– في صخور النيس والمجماتيت gneiss and migmatite

– في مناطق العروق الحر مائية وفي الصخور الجرانيتية – الرسوبية المتحولة.

– في مناطق الاسكارن ومناطق التماس بين الصخور الجرانيتية والصخور المتحولة.

– في الصخور البركانية الحمضية والفلسية الموجودة على هيئة محقونات نارية.

– في صخور المنزونيت والمنزوديوريت والسيانيت.

– في صخور الكربونايت وصخور النايس.

– في رواسب المراقد والرواسب الشاطئية.

ولهذا فإن إستغلال هذه المعادن يمثل أحد الروافد الاستثمارية الواعدة التي ستساهم في الرفع من القيمة المضافة للناتج المحلي ودعم الاقتصاد الوطني لتكون قاطرة تنمية محلية إذا حسن إستغلالها. فالدراسات الحديثة تشير إلى التوقعات بزيادة الطلب العالمي على المعادن الإستراتيجية وخاصة المستخدمة في مجال الطاقة المتجددة ، مما يتطلب منا في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية تكثيف عمليات البحث والتنقيب وإعداد الدراسات الفنية اللازمة لإستغلالها ومعالجتها وتسويقها ، لذا لقد تم إعطاء هذا القطاع المكانة المنوط به وفق رؤى مستقبلية لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

ونحن بدورنا وتجسيداً لتوجيهات القيادة السياسية ممثله برئيس المجلس الرئاسي ورئاسة مجلس الوزراء وكذا وزير النفط والمعادن الدكتور سعيد الشماسي الذي يولي هذا القطاع إهتماماً كبيرا ويقدم دوماً الدعم الكامل حتى نتمكن من المضي قدماً لتحقيق الأهداف المناطة بقطاع التعدين وتحقيق الدور المنتظر منه في التنمية.. 

  نسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل ما فيه خير لليمن ورفع شأنها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
error: محتوى محمي