ادارة المعلومات

التنبوء بالزلازل وهم ام حقيقة         

      بقلم شاهين محمد اغا الهرمزي

 

 

عند التحدث عن التنبؤ بحدوث الهزات الارضية يجب توضيح حقيقة مهمة الا وهي ان الزلازل تكون نوعين كبيرة وصغيرة والطرق المستخدمة اغلبها تتنبا بالكبيرة ولا تستطيع التنبؤ بالصغيرة وسوف ناتي لاحقا لتوضيح اكثر لهذا الموضوع وكما مثبت في التقارير الرسمية للمنظمات الدولية والامم المتحدة يبلغ معدل اصابات الاشخاص السنوية 17000 شخص من جراء الزلازل ويتسبب في خسائر مالية تقدر 40 بليون دولار في الممتلكات العامة والخاصة والبيئية .

السؤال الذي يتردد في اذهان الناس ماهو تعريف التنبؤ بالزلازل هو ذلك الفرع من علم seismology يهتم بالتنبوء بمواصفات الزلزال المتوقع حدوثه ووقت ومكان حدوثه . في بداية سبعينيات القرن الماضي كان العلماء متفائلين بالتوصل للتنبوء بالزلازل لكن الفشل المستمر في التوقعات المطروحة كانت خيبة امل كبيرة للعلماء دفعهم في عام 1990بدراسة جدوى التنبوء بالرغم من وجود القليل من النجاحات علما بان الابحاث العلمية مستمرة ليومنا هذا من اجل ايجاد طرق ناجحة للتنبؤ بالزلازل وتقليل مخاطرها وتم استخدام مختلف الوسائل من الطرق المغناطيسية والزلزالية وغاز الرادون والطيف الكهرومغناطيسي وغيرها الكثير من الطرق.والسوآل المحير الذي يطرح نفسه لماذا الفشل المستمر في التنبوء جوابي حسب اعتقادي العلمي وخبرتي في تحليل المعلومات بالبرامج المتطورة بان طبيعة الزلازل عموما هي طبيعة عشوائية وغير منتظمة من الناحية التحليلية للمعطيات او مايسمى بداتا الزلازل العشوائية لذلك تم استخدام طرق احصائية للتوصل الى احتمالية حدوث الزلازل باستخدام معلومات الزلازل السابقة في مناطق الدراسة المختلفة لكن النتائج بينت بان الطبيعة الاحصائية للزالازل غير متجانسة بحيث يحدث هناك مايسمى clustering في بعدي المكان والزمان .

اتجه الباحثون لايجاد الظواهر الشواذ anomalous phenomenon اللي يقودهم للوصول الى التنبوء المضبوط والتاريخ القديم مليء بالكثير من الظواهر اللي تسبق حدوث الزلازل على سبيل المثال دراسة سلوك الحيوانات قبل حدوث الزلازل وجدوا بان بعض الحيوانات تصدر سلوكا غريبا قبل وقوع الهزات الارضية بحوالي عشرات الثواني فقط والتفسير بان هذه الحيوانات تستقبل p-waves قبل s-wanes وهناك تقارير بوجود اكثر من 400 حالة في السجلات القديمة لكن الدراسات الحديثة اثبت عدم جدوى العلمي لهذه الظواهر وبعد مراجعة نقدية للمؤلفات العلمية، خلصت اللجنة الدولية المعنية بالتنبؤ بالزلازل من أجل الحماية المدنية (إيسف) في عام 2011 إلى أن هناك “مجالا كبيرا لإجراء تحسينات منهجية في هذا النوع من البحوث”

 

احدث طريقة لحد الان للتنبوء بالزلازل واللي يتنباء بالزلازل الكبيرة قبل حدوثها بساعات هي طريقة gradeometry وملخص هذه الطريقة لاحظ الباحثون بتوهين نوع خاص من الموجات المغناطيسية قبل حدوث الزلازل بساعات والدراسة مستمرة لغاية يومنا هذا .

 

وانا لدي محاولات منذ زمن طويل بالتنبوء باستخدام نوعين من الصور الفضائية لمناطق حزام الزلازل باستخدام خوارزميات معينة مكتوبة بلغة بايثون الحديثة ومستمر في الدراسة من اجل وضع المويلات المضبوطة وارجو من الله التوفيق في هذه المهمة علما بان مشروع التخرج الخاص لي في جامعة بغداد سنة 1986 كان حول موضوع التنبوء بحدوث الزلازل والبراكين باشراف الدكتور العالم سهل السنوي الله يطول عمره .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
error: محتوى محمي