إدارة الجيولوجية البحرية
مسلسل العبث بمدينة عدن …..

الحلقة الأولي
===========
ضمن هذه الحلقة من مسلسل العبث بالأنظمة البيئية في محافظة عدن سأتناول محمية الحسوة , تلك المحمية التي تُعد أحد مكونات الاراضي الرطبة في عدن ( الاراضي المغمورة بالمياه والمسطحات الطينية والملاحات ) والتي تشمل الى جانب الحسوة : المملاح , بحيرات البجع , الوادي الكبير وخور بئر احمد تمثل جميعها ما نسبته 3.8% تقريباً من مساحة عدن وهي أرضي رطبة ذات طبيعه بريه , وتعتبر أهم ما يميز محافظة عدن طبيعياً , كما وتشكل أهمية كبرى في توازن ألنظام البيئي الساحلي فيها .
نشأت الحسوة في البدء بشكل طبيعي ومحدود نتيجة استفادتها من مياه ألسيول التي تصب فيها , ثم ونتيجة تصريف المياه الناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحي من محطة احواض المنصورة للمعالجة ازدهرت المحمية بشكل كبير وأصبحت موقعاً طبيعياً خلاب وفريد من نوعه ذات تنوع حيوي هام ساهم في تحسين الوضع البيئي العام ضمن محافظة عدن , وتتلخص الاستفادة الاقتصادية من محمية الحسوة في اعتماد شريحة واسعة من المجتمع المحلي على مخرجات المحمية كمصدر اساسي لمعيشتهم إضافة الى الاستفادة من أهميتها كموقع رائد في السياحة البيئية والتي تمثلت بفئة المستفيدين من مخرجات المحمية وفئة القائمين عليها , حيث بلغ عدد الاسر المستفيدة من مخرجات المحمية في العام 2010م ما يقارب 260 أسره يأتون من مختلف المناطق المجاورة للمحمية ( الحسوة , كابوتا , أبو حربة , ألفارسي , بئر فضل , ألمنصورة , ألشعب ) , خصوصاً بعد تنفيذ العديد من التدخلات من قبل برنامج ألإدارة ألمستدامة للموارد ألطبيعية التابع للبرنامج ألإنمائي للأمم ألمتحدة , ومن اهم الانشطة التي تُنفذ في محمية الحسوة :
1- ألمستفيدين من زراعة المحاصيل الزراعية
2- ألمستفيدين من صناعة ألخل
3- ألمستفيدين من ألرعي وتربية ألثروة ألحيوانية
4- ألمستفيدين من ألتعشيب وألتحطيب
5- ألمستفيدين من الصناعات الحرفية
6- ألمستفيدين من إدارة ألمحمية وممارسة نشاط ألسياحة ألبيئية
ورغم الجهود التي بُذلت لتهيئة محمية الحسوة للسياحة البيئية من قبل برنامج ألإدارة المستدامة للموارد الطبيعة ألتابع للبرنامج ألإنمائي للأمم ألمتحدة من خلال إيجاد بنية تحتية داخل ألمحمية إلا ان مفهوم السياحة البيئية يُجهل فهمه او معرفته من قبل المستفيدين والمنفذين للسياحة البيئية في المحمية .
اليوم تعيش محمية ألحسوة أكبر كوابيسها وتكاد تلفظ أنفاسها ألأخيرة , فتربتها أصبحت ملوثة بالعديد من المركبات السامة التي تُصرّف إليها عبر مياه الصرف الصحي ألغير معالجة على مدار ألساعة ناهيك عن ألحرائق المفتعلة التي تطالها بين فترة وأخرى بقصد إفراغها من غطائها النباتي لتكون مهيأة للبيع والمتاجرة … شيئاً فشيئاً ومع مرور الوقت واستمرار تلك الافعال الخبيثة أصبحت محمية الحسوة تفقد ألكثير من انماط تنوعها الحيوي وأصبحنا نشعر بأننا على مسافة غير بعيده من فقدانها .
ينتهي هنا ألحديث ويبقى السؤال .. هل يمكننا استدراك الامر وإصلاح ما أفسده جشع أولئك القوم ؟؟؟ ومتى ؟؟؟ .. هنا يستحضرني قوله تعالى :
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )الرعد:11(
نــادر بــدر بــاسنيد
رئيس قسم البيئة البحريه
في إدارة الجيولوجيا البحريه
هيئة المساحه الجيولوجية والثروات المعدنية/عدن