زلزال سوريا يثير القلق: هل منطقة الشرق الأوسط على شفا كارثة؟ توضيح هام لخبراء الجيولوجيا …

دعت الهزات الأرضية المتكررة في سوريا إلى مخاوف متزايدة بشأن النشاط الزلزالي في منطقة الشرق الأوسط . وفي ظل التنبؤات المتضاربة، يسعى خبراء الجيولوجيا من الجهات المختصة إلى طمأنة الجمهور وتقديم تقييم علمي للوضع.
شهدت سوريا في الآونة الأخيرة سلسلة من الزلازل، كان أبرزها زلزال السلمية الذي بلغت قوته 5.4 درجة على مقياس ريختر. وقد أدت هذه الهزات إلى حالة من القلق والترقب بين السكان، ودفعت بالعديد من الخبراء والباحثين إلى تقديم تحليلات وتوقعات بشأن النشاط الزلزالي المستقبلي.
تحذيرات وتضليل
على الرغم من الجهود المبذولة لتقديم معلومات علمية موثوقة، إلا أن بعض التنبؤات غير الدقيقة انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقد أطلق بعض الأشخاص غير المتخصصين تحذيرات من زلازل كبيرة وشيكة، مما زاد من حالة الهلع لدى السكان.
رأي الخبراء
يؤكد الخبير الجيولوجي من المؤسسة العامه للجيولوجيا والثروه المعدنية في الجمهورية العربية السورية الجيولوجي جمال الدين في منشور له في صفحته في الفيس بوك أن التنبؤ بحدوث الزلازل بدقة ووقت محدد لا يزال تحديًا كبيرًا يواجه العلماء في جميع أنحاء العالم. ورغم أن الدراسات التاريخية والتحليلات الجيولوجية يمكن أن تساعد في تحديد المناطق المعرضة للزلازل، إلا أن تحديد وقت حدوثها يبقى أمرًا صعبًا.
الوضع في سوريا

و وضح الخبير الجيولوجي جمال الدين عن الأخبار المتداولة عن زلازل 6.7 سيحصل خلال 3 اشهر.. مما اخاف الناس وقال بعض متابعي صفحتنا ان كثير من الناس بجبله تركت بيوتها خوفا من ذلك.. لذلك كان علينا توضيح وجهة نظرنا حول هذا الموضوع..

اولا بالنسبه المركز السوري للزلازال له معطياته ولم يحدد زمن محدد للزلزال القادم…

ثانيا.. للصفحة التي حددته بثلاثة اشهر قادمه وبشدة ٦،٧ درجه اعتمادا على منحنيات الشده مع الزمن فقد نفى علماء اليابان العريقه بعلم الزلازل صحة هذه الطريقه… فالزلزال شذوذ مفاجئ بالاهتزاز ولاعلاقة حتميه له بما سبقه.. والدليل فقبل زلزال ٦ شباط وقبل زلزال السلميه الاخير لم توجد مؤشرات واضحه عليهما.. والا لما لم يحذرنا اصحاب هذه الصفحه عنهم…

وبالرجوع للدراسات التاريخيه للزلازل التي دمرت مدينة انطاكيه كونها معروفه تاريخيا وتمثل لواء اسكندرونه فقد دمرها حوالي ٢٥ زلزال منذ عام ٧٥٩ قبل الميلاد الى عام ٢٠٢٣..
ولم يتكرر زلزال بعد اخر الى بعد فتره طويله اقلها ١٠ سنوات فما بالك بزلزال ٦ شباط الضخم الذي افرغ الضغوط هناك لفتره طويله…

وانا لاتخيفني الهزات الارتداديه شمال وغرب سوريا فهي عاديه بعد ذلك الزلزال العنيف وقد تستمر لعدة سنوات تاليه ففي اليابان ظلت ١٠ سنوات تتكرر بعد زلزال مشابه

واضاف الخبير الجيولوجي نعم هناك نشاط زلزالي على مستوى العالم حاليا.. فهناك فترات نشاط يليها فترات هدوء.. بالنسبه للاخطار المستقبليه على الصدوع المجاوره لمنطقتنا فقد كنا ذكرناها عدة مرات من خلال مقالاتنا وهي اطراف صفيحة ايجا المصغره وهي تضم غرب تركيا من البوسفور شمالا الى مرسين جنوبا الى جنوب كريت وشمالا الى جنوب وغرب اليونان
والزلازل او التسونامي هنا لاتؤثران على سوريا..

منطقة التقاء فالق الاناضول الشرقي مع الشمالي بجوار بنغول…

وأكد الخبير الجيولوجي بخصوص  الفلق العربي الافريقي الى الان لاتظهر عليه خطوره زلزاليه قريبه فالقسم الشمالي منه وحتى شمال مصياف فقد تخلص من قسم كبير من الضغوط عليه وتجاوب مع ذلك الزلزال والدليل الكسور التي حصلت عليه وتسببت ببراكين طينيه قرب ادلب وغور ابار في الغاب قرب سلحب
وظهور بحيرات مياه في مقالع المحروسه للرخام قرب مصياف عقب زلزال 6 شباط مباشرة

اما المنطقه جنوب مصياف الى تلكلخ والبقاع بلبنان فلازالت تحوي ضغوظ متراكمه واحتمال هزات وزلازل مستقبليه وارد لكن لايمكن تحديد ذلك حاليا..

واضاف أيضا بخصوص الفالق الطي التدمري وما حصل قرب السلميه مؤخرا من زلزال 5.4 درجه..
فهذا الفالق عباره عن مجموعة صدوع متوازيه تصل حتى السلميه شمالا اتجاهها شمال شرق تدمر الى جنوب غرب حيث يلتقي بالصدع العربي الافريقي غرب جبل الشيخ
وهذا الصدع تاريخيا لم يتسبب بزلازل مدمره فاعلى زلزال كان اقل من 6 درجات..
والهزات عليه تحصل بسبب الضغوط التي تتعرض لها الصفيحه العرببه من الجنوب.. وحركة الصفيحه للشمال والشرق..
ويبدو ان الزلزال الاخير قد تسبب بكسور حسب الهزات الارتداديه للشرق والغرب من السلميه بطول ٣٠ كم تقريبا..
ويمكن حصول هزات عند التقاء هذا الصدع مع الفالق العربي الافريقي غرب حمص ومنطقة تل كلخ.. وقد تستمر لفالق عكار لجنوب طرطوس..

ركزت العديد من الدراسات على منطقة لواء اسكندرون، حيث أشارت التوقعات إلى احتمال حدوث زلزال كبير في هذه المنطقة. ومع ذلك، حذر الخبراء من الاعتماد بشكل كامل على هذه التوقعات، مؤكدين أن النشاط الزلزالي ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل متعددة.
نصائح للسلامة
أمام هذه التطورات، يدعي الخبير الجيولوجي من المؤسسة العامه للجيولوجيا والثروه المعدنية في الجمهورية العربية السورية جمال الدين إلى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من الخسائر المحتملة في حال حدوث زلزال. وتشمل هذه الاحتياطات:
التثقيف: نشر الوعي بأهمية الاستعداد للزلازل وتدريب السكان على كيفية التصرف الصحيح أثناء وبعد حدوثها.
البناء الآمن: التأكد من أن المباني والمنازل مبنية وفقًا للمعايير الهندسية التي تضمن مقاومتها للزلازل.
 حقيبة الطوارئ: تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على المستلزمات الأساسية مثل الماء والطعام والأدوية.
في الختام، يجب التأكيد على أن الزلازل ظاهرة طبيعية لا يمكن منعها، ولكن يمكن التخفيف من آثارها المدمرة من خلال الاستعداد الجيد والتوعية المجتمعية.