ادارة المعلومات

كنز عظيم في هضبة عدن !

بقلم /بشار الطيب*

 

كنت من ضمن الفريق الجيولوجي المكلف في دراسات الانهيارات الصخرية ببعض مديريات العاصمه عدن وفي آخر زيارة إلى هضبة عدن . حيث القليل من الجغرافيين، وكثير من الجيولوجيين، يعرفون هذا المكان ويقفون أمامه وقد ألجمت الدهشة ألسنتهم.

 

كنت قد أخذت الصورة ناظرا في اتجاه مصب وادي الطويله وعن يميني صهاريج عدن خلفي اعلي قمه في هضبة عدن التي تبلغ ارتفاعها 350متر فوق مستوى سطح البحر

هذا مشهد فريد وحيد لا يوجد في أي مكان آخر من الارض . بل هو أحد المواقع النادرة في العالم.

 

 

 

يحتاج الدرس الجيولوجي هنا إلى شرح واف مستفيض لقصة عشرات ملايين السنين، ولا سيما حين تعرضت هذه الصخور التي تنتمي إلى بركانيات اليمن الثلاثيه لحركات بنيوية ديناميكية فريدة شاهد على إنتهاء العالم ، قريبه من فوهة بركان عدن الخامد الذي يعتبر من اقوي البراكين في العالم .

وسأترك هذه المهمة لأهل التخصص الذين ألفوا بحوثا وكتبوا عنها في مراجع كثيرة. أما الذي أود أن اكتب عنه بإيجاز هنا فهو الخطر الكبير الذي يتهدد هذه المنطقة الكنز.

 

وهي عملية البناء العشوائي على سفوح تلال عدن وهضبة عدن وقطع المنحدرات والبناء في ممر السيول ..

 

وفي الخطوة التالية تبادر الدولة بالتعاون مع المنظمات الدولية بإنشاء “متحف جيولوجي مفتوح”، له مركز معلومات يستقبل أبناء عدن والمحافظات القريبه من كافة المدارس والجامعات في رحلات علمية للتعرف على تلال عدن وأرضيها وكنوزها العلمية.

 

ومن السهل جدا تغطية تكاليف الاستثمار بتنظيم صناعة السياحة الأجنبية إلى المنطقة، وأقول هنا “صناعة” بمعنى عمل علمي احترافي منظم يوطن في المنطقة النوع الشهير من السياحة المعروفة باسم “Geo-Tourism” أي سياحة معالم الأرض الطبيعية بتخصصاتها المختلفة: جغرافيا وجيولوجيا ومعادن وموارد مياه وعجائب الطبيعة وتفرد مناظرها وتاريخ الإنسان الذي مر بهذه الأرض منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الراهن.

 

ولا يجب أن تترك هذه المنطقة لأعمال الخفة والاستهتار واللامسؤولية التي يقوم بها نفر من من المستهترين الخرجين عن النظام والقانون ، بل يتم تعيين شباب متعلمين تعليما جيدا في الجيولجيا والجغرافيا واللغات وتاريخ الأرض: يشرحون للسياح بشكل علمي طبيعة المنطقة وقصصها التي تعود لمئات ملايين السنين,ومن هنا ستكون نهاية العالم(( نارٌ مِن قَعرِ عَدَنٍ تَسوقُ النَّاسَ إلى المحشَرِ). الراوي : حذيفة بن أسيد الغفاري | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود

 

في هذه المنطقة  يجب أن يمنع سير المركبات والسيارات، بل يكون تحرك الزوار سيرا على الأقدام، مع بعض عربات خفيفة لكبار السن من السائحين.

 

هذا النوع من الاستثمار السياحي لا ينتمي إلى قصص رومانسية أو أمنيات عاطفية، بل بوسعه أن يحقق أهدافا ربحية من العملات الأجنبية، علاوة على – وهو الأهم – توطين الوعي القومي لأهل عدن بوطنهم في الداخل، وربط تلال عدن وهضبتها ربطا عضويا بهذه الأرض العميقة.

 

________

*بشار الطيب مهندس جيولوجي في قسم الجيوتكنك هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية /عدن

بقلم /بشار الطيب*
كنز عظيم في هضبة عدن !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
error: محتوى محمي