ادارة المعلومات
جيولوجيون يكشفون أسباب الدمار الكبير جراء زلزال تركيا وسورية…

قال جيولوجيون إن الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية اليوم الاثنين بقوة 7.8 درجة قد يكون أحد أكثر الزلازل تسبباً في وقوع ضحايا خلال السنوات العشر الماضية، حيث تسبب في صدع يمتد طوله لما يزيد على 100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية.
علاقة إنفتاح البحر الأحمر في زلزال تركيا…
ونقلاً عن الدكتور محمد عبد الباري القدسي حيث قال لنا من خلال الخارطه أعلاه نلاحظ أن الجزيرة العربية الملونة بالاحمر الفاتح تتحرك ككتلة واحدة في إتجاه شمال شرق وتنزلق إمتداداتها التصدعية متوازية امام الصفيحة الاناضولية، فالحركة الأساسية (القوة الدافعة) تحدث في مكانين اثنين خليج عدن (في إتجاه الشمال) والبحر الأحمر (إلى الشرق) ومحصلة هاتين القوتين تتجه إلى الشمال الشرقي. هذا بالإضافة إلى ما يتولد من حركات مساعدة في مناطق البحر الميت وشرق المتوسط. إجمالا: تحرك ألواح القشرة الأرضية تتناسب في هندسة بديعة في تقابل وتباعد وانزياحات افقية متحركة عكس ومع عقارب الساعة، يحركها خالقها كيف يشاء وحينما يشاء وبما يشاء، وجودنا كبشر تنصب حول تفسير الأسباب بما وهبنا الله من علم وسخر لنا من إمكانيات. والاهم من كل ذلك في توقي الكوارث إتخاذ الأسباب اللازمة والمعروفه، فالزلازل ليست هي الخطر (والدليل لو اننا في خيمة لما تقدمت الخيمة) وإنما الخطر في بعد الناس عن التعمق في علوم المخاطر (براكين وزلازل)، وعدم الأخذ بأسباب التوقي ومنها البناء وفقا للكودات الزلزالية وغيرها.
لماذا كان الأمر شديد الخطورة؟
تعد منطقة مركز الزلزال عقدة لالتقاء ثلاث فوالق دائمة النشاط هي ( فالق قبرص حلقة الوصل لحزام الالب الاوربي ، وفالق البحر الميت ، إضافة لفالق الأناضول الرئيس) حسب ما قاله المهندس نادر باسنيد المهندس الجيولوجي في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في العاصمه عدن وأضف المهندس نادر باسنيد “إنه من خلال متابعة نشاط الفوالق المحيطة بالصفيحة العربية والمحيطة بها لاحظنا تزايد هذا النشاط بالفترة الأخيرة وبالذات الأسبوعين الماضيين حيث لوحظ بداية النشاط المتجدد للفالق الإفريقي العظيم والذي يبلغ طوله 600كم بداية من تخوم القارة الأفريقية ووصولا بفالق البحر الأحمر وأتصاله بفالق البحر الميت حتى التقاءه بفالق الأناضول نلاحظ انه سجل هزات عديدة تجاوز مقاديرها ال 4.0 نذكر منها في إثيوبيا أريتريا وجيبوتي الذي شعر به سكان عدن وتعز في مساء يوم 27يناير 2023
وأخيرا وصلت الفعالية إلى رأس فالق البحر الأحمر الهزات لخليج السويس وبعده بدأت هزة اللاذقية وبدأ بعدها فالق الأناضول بهزة استباقية فور شوك ومن ثم بدأ تحرير الطاقة العظمى لزلزال 7.8 وهذا لم يكن من تحفيز فقط فالق الهدم الإفريقي وحده بل توالت الهزات في محيط الصفيحة العربية وحركتها المعهودة عكس عقارب الساعة حيث سجلت هزات رباعية في خليج عدن ومندلي والكويت وبعدها بدأت كارثة الزلزال وبدأت تتوالى مئات الهزات اللاحقة وقد تخللتها هزات عنيفة 7.7 و 7.5 ونزلت سداسية عديدة واذا تلاحظون الخارطة الزلزالية التركية حاليا وقد تفجرت باقي الشبكة الفوالقية الإنتقالية حتى وصلت إلى إشراف البحر الأسود واقتربت من اسطنبول المدينة الموعودة لزلزال لا قدر الله حتى تعلمون بكمية طاقة هذا الحدث الزلزالي ومن البديهي أن هذه الطاقة وبهذا الكم الهائل قد يستمر نشاطه لأكثر من سنة وتبدأ تظهر بؤر جديدة من الهزات على الفوالق المحيطة بفارق التصادم الأناضولي”…
ومن نظرة سريعة لنا في الموقع الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية اليمنية إلى خارطة انتشار الهزات على هذا الفالق نجد بأن الحركة مستمرة بدلالة توالي الهزات واتساع توزيعها على شرق وغرب البؤرة الرئيسية الزلزال على طول الفالق وما يهمنا و هو وصول النشاط إلى سدود حوض منابع الفراتين حيث تزداد الخطورة على تلك السدود المقامة على هذا الفالق ويزيد هذه الخطورة امتلاء تلك السدود بالمياه واحتكارها لمياه حصص الإطلاق لنهري دجلة والفرات وبذلك سيضطر الجانب التركي فنيا لا إطلاق هذه المياه حفاظا على سدوده من الانهيار والتي قد تكون هي نفسها من مسببات تجمع الإجهاد الكبير الذي سبب الزلزال إضافة للعوامل سابقة الذكر ونقول للفنيين في سدود تركيا بأن يترتب عليهم ان لا يكون إطلاق المياه من هذه السدود دفعة واحدة بكميات كبيرة مفاجئة لأنه سوف يسبب تحفيز آخر للهزات المحتثة حول تلك السدود مع مراعات قابلية ووضع السدود للدول المجاورة سوريا والعراق الذين ذاقوا الأمرين من جراء احتكار المياه التي اباحها الله لجميع مخلوقاته